ودليله قوله -عز وجل-: {فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ} أي: الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (?).

{وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} كافرون (?).

وقيل: فآتينا الذين آمنوا منهم وهم أهل الرأفة والرحمة والرهبانية التي ابتدعوها طلبًا لمرضاة الله، {وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} الذين لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها وكفروا بدين عيسى -عليه السلام- وتهودوا (?) وتنصروا وبنحو ما فسرنا ورد فيه الآثار (?).

قال ابن مسعود -رضي الله عنه- كنت رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حمار فقال لي: "يا ابن أم عبد، هل تدري من أين اتَّخذت بنو إسرائيل الرهبانية"؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى" -عليه السلام- يعملون بمعاصي الله، فغضب عليهم أهل الإيمان فقاتلوهم، فانهزم أهل الإيمان ثلات مرات، فلم يبق منهم إلاَّ قليل، فقالوا: إنَّ ظهر هؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو إليه، فتعالوا نتفرق في الأرض إلى أن يبعث الله النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمي الذي وعدنا عيسى ابن مريم، يعنون محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فتفرقوا في غيران الجبال، وأحدثوا رهبانية، فمنهم من تمسك بدينه ومنهم من كفر، ثم تلا هذِه الآية: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015