ودنو الله من العبد ودنو العبد من الله تعالى بالرتبة، والمنزلة، والمكانة، وإجابة الدعوة لا بالمسافة؛ لأنَّ المسافة لمن يكون له المكان مشتغلًا به فيكون بينه وبين المكان الآخر مسافة، وذلك كله من أمارات الأجسام وخواصها، والله عزَّ شأنه يتعالي عن ذلك علوًّا كبيرًا، وإنما هو كقوله تعالى: {فَإني قَرِيب أجُيبُ دَعْوَةَ الداعَ إِذَا دَعَان} (?) وقوله: {وَنَحنُ أَقرَبُ إِليهَ مِن منكم} يعني بالعلم والقدرة وإجابة الدعوة (?).

وقال بعضهم: معناه: ثم دنا جبريل عليه السلام من ربه عز وجل فكان قاب قوسين أو أدنى وهذا قول مجاهد (?)، يدل عليه ما روي في الحديث أنَّ أقرب الملائكة من الله تعالى جبريل عليه السلام (?)، وقيل: المعني: فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أدنى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015