أي: قرب، ونظير هذِه الآية قوله تعالى {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57)} (?) أي: قربت القيامة {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} من الخوف قد زالت وشخصت من صدورهم فتعلقت بحلوقهم فلا هي تعود إلى أماكنها ولا هي تخرج من أفواههم فيموتوا ويستريحوا (?). نظيره قوله تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} (?). {كَاظِمِينَ} مكروبين (ممتلئين) (?) خوفًا وحُزنًا، والكاظم الممسك للشيء على ما فيه، ومنه كظم قربته إذا شدّ رأسها (?)، فهم قد أطبقوا أفواههم على ما في قلوبهم من شدة الخوف. والكَظْمُ تردد الغيظ والخوف والحزن في القلب حتى يضيق به، وتقول العرب للبئر الضيقة وللسقاية المملوءة ماء: كِظَامة وكاظِمة (?) ومنه الحديث: "كيف بكم إذا بُعجت مكة كظائم" (?)