{وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} وسط الطريق (?). فإن قيل: كيف قال: إن هذا أخي، فأوجب الأخوة بين الملائكة ولا مناسبة بينهم لأنهم لا ينسلون؟
فالجواب: أن معنى الآية: نحن كخصمين كما يقال وجههُ القمرُ حسنًا. أي: كالقمر.
ثم قال أحد الخصمين:
23 - {إِنَّ هَذَا أَخِي}
على التمثيل لا على التحقيق على معنى كونهما على طريقة واحدة وجنس واحد كقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (?).
وقد قيل: إن المتسوّرين كانا أخوين من بني إسرائيل لأب وأم، وإن أحدهما كان ملكا والآخر لم يكن ملكًا، فَنَبَّها داود عليه السلام على ما فعل، قال تعالى: {لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} وهذا من أحسن التعريض حين كنَّى بالنِّعَاج عن النساء، والعربُ تفعل ذلك كثيرًا توّري عن النساء بالظباء والشاء والبقر، وهو كثيرٌ فاشٍ في أشعارهم (?)، قال الحسين بن الفضيل: هذا تعريض للتفهيم