محتاج (?) (إليه، ولا يحل لكم أن تحجبوني عنه) (?). فقالوا له: يا هذا ما أحد في بني إسرائيل إلا وله في هذا الصعيد حق مثل حقك، فلا تكن أبخل الناس ولا تضايقنا فيه. فقال: لا، أنا أعرف حقي وأنتم لا تعرفون. قالوا له: إما أن ترضى وتطيب نفساً، وإلا أخذناه كرهاً. فقال لهم: أو تجدون ذلك في حكم الله تعالى وحكم داود؟ !
قال: فرفعوا خبره إلى داود فقال: أرضوه. فقالوا: بكم نأخذه يا نبي الله منه؟ قال: خذوه بمائة شاة. فقال الرجل: زد. فقال داود (?): بمائة بقرة. قال: زد. قال: بمائة إبل. قال: زدني فإنما تشتريه لله تعالى. فقال داود: إذ قلت هذا فاحتكم أعطكه. فقال: تشتري مني بحائط مثله زيتوناً ونخلاً وعنباً. قال: نعم. فقال: فتشتريه لله -عز وجل- فلا تبخل. قال: سل ما شئت أعطه، وإن شئت أؤاجرك نفسي. قال: أو تفعل ذلك يا نبي الله؟ . قال: نعم إذا شئت. قال: أنت أكرم على الله تعالى من ذلك، ولكنك تبني حوله جداراً مشرفاً ثمَّ تملؤه ذهباً وإن شئت ورقاً. قال داود: هو هين. فالتفت الرجل إلى بني إسرائيل وقال: هذا (?) هو التائب المخلص، ثمَّ قال لداود: يا نبي الله لأنَّ يغفر الله لي ذنباً أحب إليَّ من كل شيء وهبته إليَّ (?)، ولكني كنت أجربكم.