المبحث الثامن وفاته

توفي أبو إسحاق الثعلبي في المحرَّم، من سنة سبع وعشرين وأربع مئة للهجرة (427 هـ) بنيسابور.

هذا قول عامَّة الذين ترجموا للإمام الثعلبي رحمه الله تعالى (?) وأولهم عبد الغافر الفارسي في كتابه "السياق لتاريخ نيسابور". إلا أنَّ ابن خلِّكان في "وفيات الأعيان" حكى عن غيره قولًا آخر، هو أنَّ الثعلبي توفي يوم الأربعاء، لسبع بقين من المحرم، سنة سبع وثلاثين وأربع مئة (437 هـ) (?).

وقد حاول الأسنوي في "طبقات الشافعية" توجيه هذا القول الذي نقله ابن خلكان فقال: قلت: الثعالبي أديب، صاحب نظم ونثر وتاريخ، واسمه عبد الملك وكنيته أبو منصور، وسُمي بذلك لأنه كان فراءً يخيط جلود الثعالب، وتوفي سنة سبع وعشرين وأربع مئة، ولمَّا توهَّم ابن خلِّكان أنهما واحد، وتبعًا لمن وقع فيه قبله، جعل هذا قولًا آخر في موته، فافطن لذلك (?).

وهذا التوجيه من الأسنوي فيه نظر، إذ لم نقف على من قال بأنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015