وقال قوم: (السرف) مجاوزة الحد فِي النفقة و (الإقتار) التقصير عما ينبغي مما لا بد منه، وهذا الاختيار (?) لقوله: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ} أي: وكان إنفاقهم بين ذلك {قَوَامًا} عدلًا قصدًا (?) وسطًا بين الإسراف والإقتار.
قال إبراهيم رحمه الله: لا يجيعهم ولا يعريهم، ولا ينفق نفقة يقول النَّاس قد أسرف (?). وقال مقاتل: كسبوا طيبًا، وأنفقوا قصدًا، وقدموا فضلًا، فربحوا وأنجحوا (?).
وقال يزيد بن أبي حبيب فِي هذِه الآية: أولئك أصحاب النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- كانوا لا يأكلون طعامًا للتنعم واللذة، ولا يلبسون ثوبًا للجمال، ولكن كانوا يريدون من الطعام ما يسد عنهم الجوع ويقويهم على عبادة ربهم ومن الثياب ما يستر عوراتهم، ويكنّهم من الحُر والقُرّ (?) (?).