تفسير التستري (صفحة 110)

الأنوار، وقال: النور مثل نور القرآن مصباح، المصباح سراجه المعرفة وفتيلته الفرائض ودهنه الإخلاص ونوره نور الاتصال. فكلما ازداد الإخلاص صفاء، ازداد المصباح ضياء، وكلما ازداد الفرائض حقيقة ازداد المصباح نورا.

[سورة النور (24) : آية 37]

رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (37)

قوله: يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ [37] ، يعني يوم البعث تتقلب فيه القلوب والأبصار حالاً بعد حال لا يدومون على حال، فالمؤمن الذي يخاف هذا اليوم.

وقد حكي عن الحسن أنه قال: ذكر عنده أن رجلاً يخرج من النار بعد ألف عام، فقال الحسن: يا ليتني أنا هو «1» .

وحكي عن عون بن عبد الله «2» أنه قال: أوصى لقمان ابنه قال: يا بني ارجُ الله رجاء لا تأمن فيه مكره، وخَف الله تعالى خوفاً لا تيأس فيه من رحمته. فقال: كيف أستطيع ذلك ولي قلب واحد؟ فقال: يا بني إن المؤمن لذو قلبين: قلب يرجو الله به، وقلب يخافه به «3» ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015