سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ (?) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (?) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (?) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) }
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} أَيْ يَغْشَى النَّهَارَ بِظُلْمَةٍ فَيَذْهَبُ بِضَوْئِهِ. {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} بَانَ وَظَهَرَ مِنْ بَيْنِ الظُّلْمَةِ. {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} يَعْنِي: وَمَنْ خَلَقَ، قِيلَ هِيَ "ما" المصدرية 194/أأَيْ: وَخَلْقِ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، قَالَ مُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ: يَعْنِي آدَمَ وَحَوَّاءَ. وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ: وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. جَوَابُ الْقَسَمِ قَوْلُهُ: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} إِنْ أَعْمَالَكُمْ لِمُخْتَلِفَةٌ، فَسَاعٍ فِي فِكَاكِ نَفْسِهِ، وَسَاعٍ فِي عَطَبِهَا.
رَوَى أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ، النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوِبقُهَا" (?) . {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، {وَاتَّقَى} رَبَّهُ. {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَالضَّحَّاكُ: وَصَدَّقَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: بِالْجَنَّةِ دَلِيلُهُ: قَوْلُهُ تَعَالَى "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى" يَعْنِي الْجَنَّةَ.