(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) أي: ليس بعد الحق إلا الضلال، (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) عن الحق إلى الضلال وعن عبادته إلى عبادة غيره، (كَذَلِكَ)، أي: كما حق أن بعد الحق الضلال أو أنَّهم مصروفون عن الحق، (حَقتْ كَلِمَتُ ربِّكَ) أي: حكمه السابق، (عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا) تمردوا في كفرهم، (أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) بدل من كلمة، وقيل تقديره: لأنهم لا يؤمنون فالمراد منها كلمة العذاب، (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم) أي: آلهتكم، (مَّن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) أدخل الإعادة في الإلزام وإن يكونوا قائلين بها لظهور برهانها، (قُلِ اللهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) وأنتم تعلمون أن شركاءكم لا يقدرون على مثل هذا، (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) تصرفون عن سواء السبيل، (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) والهداية كما يعدى بإلى يعدى باللام، (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ) أمره وحكمه، (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي) أصله يهتدي فأدغم وكسرت الهاء لالتقاء الساكنين، (إِلَّا أَنْ يُهْدَى)، الهداية قد تجيء بمعنى النقل أي الأوثان لا ينتقل من مكان إلا أن ينقل أو يكون هذا حال أشرف شركائهم كالملك والمسيح أو لا يصح منه الاهتداء إلا أن يهديه الله بأن يجعل الجماد حيوانًا عالمًا، (فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) بما يبطله