يا محمد ما أنزل إليك آية بينة فنتبعك، (وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ)، المتجاوزون عن الحد، (أَوَ كُلمَا عَاهَدُوا عهدًا)، عطف على محذوف والهمزة للإنكار، أي: أكفروا بالآيات، وكلما عاهدوا نزلت حين ذكرهم نبينا عليه الصلاة والسلام ما أخذ عليهم من الميثاق في شأنه قالوا: والله ما عهد إلينا ولا أخذ ميثاق في شأنك، (نَّبَذَهُ فَرِيقٌ منْهُمْ): نقضه وطرحه، (بَلْ أَكْثرُهمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)، رد لما يتوهم أن الفريق هم الأقلون، فإنهم بين ناقض عهد أو جاحد معاند، والمؤمنون أقلون، (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ منْ عِندِ اللهِ مُصَدّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ)، كعيسى ومحمد عليهما السلام، (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللهِ)، أي: التوراة، فإنهم جحدوا ما فيها من صفة محمد عليه الصلاة والسلام، (وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ)، كشيء يرمى وراء الظهر غير ملتفت إليه، (كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ): ما فيها مع أنهم عالمون، (وَاتبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ)، عطف على نبذ، أي: تركوا كتاب الله واتبعوا كتب السحر التي تقرأها الشياطين وتحدثها، (على): عهد، (مُلْكِ سلَيْمَان)، أي: في زمانه وتعديته بعلى لتضمين الكذب فإن الشياطين كتبوا السحر ودفنوه تحت كرسيه ثم لما مات سليمان أو نزع منه ملكه استخرجوه (?)، وقالوا: تسلطه في الأرض لهذا السحر، فتعلموه، وبعضهم نفوا نبوته وقالوا: ما هو إلا ساحر فبرأه الله مما قالوا فقال: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ): عبر عن السحر بالكفر لتغليظه، (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)، إشارة إلى ما كتبوا من السحر، (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ)، عطف على السحر أو على ما تتلوا، أي: يعلمونهم ما ألهما، (بِبَابِلَ)،