(وَإِنْ يُرِيدُوا) أي: الأسارى (خِيَانَتَكَ) فيما أظهروا لك من الإسلام والإخلاص (فَقَّدْ خَانوا الله): بالكفر (مِنْ قَبْلُ): من قبل بدر (فَأَمْكَنَ) أي: فأمكنك (مِنْهُمْ) يوم بدر، فإن عادوا فعد، قال بعضهم: نزلت في عبد الله بن سعد الكاتب حين ارتدَّ ولحق بالمشركين، قال بعض: نزلت في العباس وأصحابه حين قالوا: آمنا بك ولننصحن لك على قومنا، والأكثرون على أنه عامر (وَاللهُ عَلِيمٌ): بخيانة من خان (حَكِيمٌ): بتدبيره.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا): أسكنوا المهاجرين منازلهم (وَنَصَرُوا) أي: نصروهم على أعدائهم (أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ): في الميراث دون أقاربهم، آخا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار، كل اثنين أخوان فكانوا يتوارثون بذلك إرثًا مقدمًا على القرابة، حتى نسخ الله تعالى ذلك بالمواريث (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا) أي: ليسوا لكم بأولياء في الميراث (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ) أي: المؤمنون الذين لم يهاجروا (فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) فواجب عليكم نصرتهم على المشركين (إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ): عهد فلا تنقضوا عهدكم في نصرتهم عليهم (وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُون) من الوفاء بالعهد ونقضه