يجازيهم مجازاة البصير بهم، أو معناه فإن انتهوا عما هم فيه من الكفر والقتال، فكفوا عنهم وإن كنتم لا تعلمون بواطنهم، فإن الله بما يعملون بصير ومن قرأ " تعملون " بالتاء، فمعناه: فإن الله بما تعملون من الجهاد والدعوة إلى الإسلام، وتسببكم إلى إخراجهم من ظلمة الكفر بصير، فيجازيكم (وَإِن تَوَلوْا) ولم ينتهوا عن الشرك والقتال (فَاعْلَمُوا أَن الله مَوْلاكُمْ): ناصركم (نعمَ الْمَوْلَى): لا يضيع من تولاه (وَنِعمَ النَّصيرُ) فمن نصره لا يغلب أبدًا.
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ): أخذتم من الكفار قهرًا لا صلحًا، أي شيء كان (فأَن لله خُمُسَهُ) مبتدأ خبره مقدر أي: فثابت أن لله خمسه، والأصح أن ذكر الله افتتاح كلام للتبرك، وقال بعضهم: سهم الله يصرف إلى الكعبة (وَلِلرَّسُولِ) كان يصرف فيما شاء، والآن لمصالح المسلمين أو للخليفة، أو مردود إلى الأصناف الباقية، أو لقرابة النبي - صلى الله عليه وسلم - (وَلِذِي الْقُربى) هم بنو هاشم وبنو عبد المطلب، أو من لا يحل له الزكاة، أو بنو هاشم وحدهم، أو