ولا يصلون إذا غابوا عن محضر المسلمين، ولا يؤدون الزكاة، فهم ليسوا بمؤمنين حقًّا، هكذا فسرها ابن عباس - رضى الله عنهما -، أو معناها المؤمن الكامل الإيمان من ضم إلى مكارم أعمال قلبه من الخشية عند ذكر الله تعالى من الإخلاص، واطمئنان النفس ورسوخ اليقين، ومن التوكل عليه في جميع الأمور، محاسن أفعال الجوارح، من الصدقة والصلاة (لَهُمْ دَرَجَاتٌ): من الجنة (عِنْدَ رَبِّهِمْ) يرتقونها بأعمالهم لا للمنافقين (وَمَغْفِرَةٌ) لسيئاتهم (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ): حسن، وهو رزق الجنة.

(كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ) خبر مبتدأ محذوف، أي: الحال في كراهتهم القتال كحال إخراجك من المدينة، أو متعلق بما بعده، وهو يجادلونك ومعنى الوجهين واحد، أو تقديره: حالهم في كراهة حكمنا بأن الأنفال لله تعالى كحالهم في حكمنا بإخراجك من المدينة (بِالْحَقِّ) أي: إخراجًا متلبسًا بالحكمة والصواب (وَإِن فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ): بعضًا منهم (لَكَارِهُونَ): الخروج وحينئذ الجملة في موقع الحال، وذلك أن عير قريش أقبلت من الشام في تجارة عظيمة، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عقبهم، فبلغ الخبر أهل مكة، فخرج أبو جهل مع عسكر عظيم، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القتال ووعد الأصحاب بالظفر فقال بعضهم: هلا ذكرت لنا القتال حتى نتأهب له، ثم واجهوا العدو وقاتلوا في بدر، والظفر للمسلمين (يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ): وهو إيثار الجهاد (بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ): نصرتهم بإعلام رسول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015