(إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ) إلهًا (سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ) وهو أمرهم بقتل أنفسهم للتوبة كما مر فهو حكاية عما أخبر الله تعالى به موسى حين أخبره أو غضب في الآخرة (وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إخراجهم من ديارهم وهوانهم إلى الأبد وقيل المراد من الذين اتخذوا العجل: أبناؤهم وهم يهود زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصف الأبناء بقبائح فعل الآباء (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) على الله تعالى (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ) أي: الشرك (ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا) بعد السَّيِّئَاتِ (وَآمَنُوا) أخلصوا الإيمان واشتغلوا بما هو مقتضى الإيمان (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا) بعد التوبة (لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَلَمَّا سَكَتَ) أي: سكن (عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ) التي ألقاها (وَفِي نُسْخَتِهَا) أي: في الألواح فإنها نسخت من اللوح المحفوظ أو لما ألقى الألواح تكسرت ثم رد عليه لوحان أو لما تكسرت نسخ منها نسخة أخرى (هُدًى) من الضلال (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) للخائفين ودخول اللام في المفعول لضعف الفعل بالتأخير وقيل في يرهبون تضمين معنى الخضوع (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ) منصوب بنزع الخافض أي: من قومه (سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنا) أمر موسى أن يختار من بني إسرائيل سبعين ليدعوا ربَّهُم فلما دعوا قالوا اللهم أعطنا ما لم تعطه أحدًا من قبلنا ولا من بعدنا فكره الله تعالى ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015