(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ) عليهم (أَسِفًا) شديد الغضب أو حزينًا فإنه قد أعلمه الله بذلك وهو على الطور كما قال تعالى: " فإنا قد فتنا قومك من بعدك " [طه: 85]، (قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتمونِي مِنْ بَعْدِي) أي: فعلتم بعد ذهابي وفاعل بئس ضمير يفسره ما والمخصوص بالذم محذوف أي: بئس فعلاً فعلتموه من بعدي فعلكم (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ) وهذا كما يقال لمن ولى أحدًا غير مستحق للولاية: عجلت أمر السلطنة أي: في حالها وأمرها أو ضمن عجل معنى سبق فعدى تعديته أي: سبقتم أمر ربكم أو ميعاد ربكم أو سخط ربكم (وَأَلْقَى الألْوَاحَ) طرحها غضبًا (وَأَخَد بِرَأْسِ أَخِيهِ) بشعره (يَجُرُّهُ إلَيْهِ) خوفًا عن أن يكون قد قصر في نهيهم وهارون أكبر من موسى (قَالَ ابْنَ أُمَّ) كانا أخوين من أب وأم وذكَر الأم ليرققه (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) أي: بذلت وسعي في النهي حتى قهروني وقاربوا قتلى (فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ) لا تفعل بي شيئًا يشمتون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015