(أَأَنْتُمْ): يا منكرى البعث، (أَشَدُّ): أصعب، (خَلْقًا)، بعد الموت، (أَمِ السَّمَاءُ) ثم بين كيفية خلقها فقال: (بَنَاهَا)، ثم بين البناء فقال: (رَفَعَ سَمْكَهَا): جعل مقدار ذهابها في سمت العلو مديدًا رفيعًا، (فَسَوَّاهَا): عدلها مستوية بلا قطور، أو تممها وأصلحها، من سويت أمره إذا أصلحته، (وَأَغْطَشَ): أظلم، (لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا): أبرز ضوء شمسها، أضاف الليل والنهار إلى السماء، لأنهما يحدثان بحركتها، (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا): بسطها، خلق الأرض قبل السماء لكن دحوها بعدها، نقل ذلك عن ابن عباس، وفيه إشكال لأن الدحو هو البسط، وخلقُ الجبال، والأنهار، والمراعي، كما صرح ابن عباس، وقد مر في سورة " حم " السجدة أن ذلك مقدم على خلق السماء، ويدل على ذلك صريح الآية في تلك السورة، وأيضًا كثير من الصحابة صرحوا بأن خلق نفس الأرض في يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال والآكام وما بينهما في الثلائاء والأربعاء، وخلق السماء في الخميس والجمعة، قيل: فالوجه أن يجعل الأرض منصوبًا بمضمر، نحو تذكر وتدبر، أو اذكر الأرض بعد ذلك