هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍءَانٍ (44) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45)

* * *

(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا): من على الأرض، (فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ ربِّكَ): ذاته، (ذُو الْجَلالِ): الاستغناء المطلق، (وَالإكْرَامِ). الفضل الشامل، أو المراد يفنى كل ما في الأرض من الأعمال إلا ما هو لوجه الله تعالى، وهو كما قال (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)، (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ): فإن فناء الكل، وبقاءه سبحانه مع أنه غني ذو فضل عام سبب لإيجاد المعاد، والجزاء بأتم وجه، (يَسْأَلُهُ): الرزق، والمغفرة، والعافية، وكل ما يحتاج إليه، (مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال - صلى الله عليه وسلم - من شأنه أن يغفر ذنبًا ويفرج كربًا، ويرفع قومًا ويضع آخرين والمراد من اليوم الوقت، وهو ظرف لشأن قيل هو رد لليهود قالوا إن الله لا يقضي يوم السبت شيئًا، (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ سَنَفْرُغُ لَكُمْ)، تهديد وليس المراد الفراغ عن شغل فإنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن، فهو مجاز كأنه فرغ عن كل شيء، فلم يبق له شغل غيره فيدل على التوفر في النكاية، والانتقام أو لما وعد أهل التقوى، وأوعد غيرهم قال، سنقصد لحسابكم، وجزاءكم، وذلك يوم القيامة (أَيُّهَ الثَّقَلَانِ): الإنس، والجن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015