الله تعالى إياهم فشاهدوا (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ) على الملائكة (وَيُسْأَلُونَ) عنها يوم القيامة (وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ) أن لا نعبد الملائكة (مَا عَبَدْناهُمْ) كفر آخر، فإنهم أرادوا أن كفرهم بمشيئة الله تعالى، فلا يكون منكرًا منهيًّا عنه، بل مأمورًا به، فرأيهم رأي القدرية من أن كل مأمور به مراد، وكل منهي عنه غير مراد (مَا لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) يعني: أنَّهم جاهلون كاذبون، مصيبين في استصوابه، معذورين في ارتكابه (أَمْ آتيْنَاهُمْ كِتابًا مِنْ قَبْلِهِ): قبل القرآن، بأن يعبدوا غير الله تعالى، وينسبوا إليه الولد، ويقولوا هو راضٍ عنا (فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) نسبهم إلى الكذب أولاً، ثم أضرب عنه إلى إنكار سندهم من جهة النقل (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آباءَنَا عَلَى أُمَّةٍ): دين (وإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) جعلوا من جهلهم تقليد جهلتهم اهتداءًا (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَريةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلى قَالَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015