وضميرهم، فيجري الأمر على حسب ذلك (وَهُوَ الذِى يَقْبَلُ التَّوبةَ عَنْ عِبَادِهِ): بالعفو عما تاب عنه، وعدم المؤاخذة به (وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) من شأنه قبول التوبة والعفو عن الذنوب، والظاهر من لفظ العفو وعطفه على يقبل التوبة، أن هذا في غير التائب، (وَيعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) فيثبت ويعاقب (وَيَسْتَجِيبُ الذِينَ آمَنُوا) أي: يجيب الله تعالى دعاءهم ويثيبهم (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) عما استحقوا، وفى الحديث في تفسير " ويزيدهم " قال - عليه الصلاة والسلام: " الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا ". وعن بعض السلف في قوله: " ويستجيب الذين آمنوا "، قال: يشفعون في إخوانهم وفي قوله: (ويزيدهم من فضله) قال: يشفعون فى إخوان إخوانهم (وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ) بأن أغناهم جميعًا ووفر الدنيا للكل (لَبَغَوْا): أفسدوا (فِي الْأَرْضِ) بطرا أى: ولم يبسط لئلا يعم البغي ولا يغلب الفساد على الصلاح (وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ) أي: ينزل ما يشاء من أرزاقهم بتقدير وتعيين، وفي الحديث " إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه، وإن منهم من لا يصلحه إلا الفقر