شجر يشبهه عطف على أكل، فإن الأثل لا أكل له، (وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) هو أجود أشجارهما وتسمية البدل جنة للمشاكلة، وفيه من التهكم، كان قدام قريتهم سد عظيم يجتمع خلفه الماء فيستعملونه على قدر حاجتهم، فلما كذبوا الرسل سلط الله عليه الجرذ فنقبه وغرقهم، (ذَلِكَ جَزَيْناهُمْ بِمَا كفَرُوا): بكفرهم أو بكفرانهم (وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ): هل يعاقب إلا البليغ في الكفر، أو الكفران أو هل نجازي بمثل هذا الجزاء إلا الكفور، (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا)، هى قرى الشام، (قُرًى ظَاهِرَةً): متواصلة يرى بعضها من بعض بحيث أن مسافرهم لا يحتاج إلى حمل ماء وزاد، (وَقَدَّرنَا فيهَا السَّيرَ): بحيث يقيلون من اليمن إلى الشام فى قرى ويبيتون في أخرى، (سيرُوا) أي: قلنا لهم: سيروا، (فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ): لما مكنوا من السير في رغدٍ وأمن كأنهم أمروا بذلك وأذن لهم إن شاءوا في الليل، وإن شاءوا في النهار فإن الأمن في كلا الوقتين حاصل، (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا)، لما بطروا النعمة وملوا العافية طلبوا مفاوز يحتاجون في قطعها إلى زاد ورواحل وسيرٍ في حرور ومخاوف ويمكن أن يكون ذلك لئلا يتمكن الفقراء من تلك السفرة، فيتطاولون عليهم وهذا كما طلب بنو إسرائيل الفوم والعدس بدل المن والسلوى، (وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ): بالبطر، (فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ): لمن بعدهم فصاروا ضرب مثل يقال: تفرقوا أيدي سبأ، (وَمَزَّقْنَاهُمْ): فرقناهم في الأرض، (كُلَّ مُمَزَّقٍ): كل تفريق بعض إلى الشام، وبعض إلى عمان، وبعض إلى العراق، وهكذا، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ): عن المعاصي، (شَكُورٍ): على النعم وهو المؤمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015