العصر والعشائين، (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ): يتعطف الله وملائكته عليكم ويترحمون، فإن استغفارهم تعطف سيما وهم مستجابوا الدعوة، (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ): من ظلمات الكفر والمعاصي، (إِلَى النُّورِ): نور الإيمان والطاعة، (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ) إضافة المصدر إلى المفعول، (يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ) في الجنة أو عند الموت، (سَلامٌ) أي: يسلم الله عليهم وعن قتادة تحية بعضهم بعضًا في الدار الآخرة (سلام)، (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا): الجنة ونعيمها، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا) لله بالوحدانية أو على الناس بأعمالهم في القيامة، وهو على الثاني حال مقدرة، (وَمُبَشِّرًا) للمؤمنين، (وَنَذيرًا)، للكافرين، (وَدَاعِيًا) للخلق، (إِلَى اللهِ): إلى توحيده وطاعته، (بِإِذْنِهِ): بتيسيره قيد الدعوة به، إيذانًا بأنه أمر صعب لا يتيسر إلا بإعانته، (وَسِرَاجًا مُنِيرًا): بينًا أمره يستضاء به عن الجهالة، (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) عطف على محذوف، مثل: فراقب أحوال الناس، وصفه بخمسة أوصاف وحذف مقابل الأول لأن الباقي كالتفصيل له، فيكون وبَشِّرِ في مقابلة مبشرًا، (بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلًا كَبِيرًا) كتضعيف الحسنات، (وَلاَ تُطِع الكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ) دم واثبت على ما أنت عليه، وهو مع قوله، (وَدَعْ أَذاهُمْ) مقابل لـ نذيرًا أي: دع إيذاءهم إياك اصبر عليها ولا تغتم به، أو إيذاءك إياهم ولا تجازيهم، (وَتَوَكلْ عَلَى اللهِ) مقابل لـ داعيًا، فإن من توكل على الله يسر عليه كل عسير، (وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا): موكولاً إليه الأمور وهو مقابل لـ سراجًا فإن من جعله برهانًا جدير بأن يكتفى به، وجاز أن يكون دع في مقابلة داعيًا، فإن الداعي للخلائق لابد له من الصبر، والمواساة حتى يتم له الأمر، وتوكل في مقابلة سراجًا وكفى بالله تأييد وتأكيد