قالتهم وتعييرهم، (وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) فلا تأمر بما تعلم يقينًا أنه لا يتم، أو فلا تظهر بلسانك ما تحب بقلبك غيره، فإن الأنبياء عليهم السلام مأمورون بتساوي الظاهر والباطن، (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ منْهَا وَطَرًا): حاجة، (زَوجْنَاكَهَا) بعد طلاقها وانقضاء عدتها بلا ولي من بشر ولا شاهد ولا مهر، ولهذا تقول افتخارًا: زوجني الله من فوق سبع سماوات والسفير جبريل، (لِكَي لَا يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاج أَدْعِيَائِهِمْ) بالبنوة، (إِذَا قَضَوْا مِنْهُن وَطَرًا) أي: دخلوا عليهن، قيل قضاء الوطر: كناية عن الطلاق يعني لئلا يظن أن حكم الأدعياء حكم الأبناء، فإنه جاز أن يتزوج موطوءة دعيه، (وَكَان أَمْرُ اللهِ): قضاءه، (مَفْعُولًا): مكونًا لا محالة، (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَج فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ): قدر وقسم له، (سُنَّةَ اللهِ): سن ذلك سنة، (فِى الذينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ) من الأنبياء أي: كثرة الأزواج سنة الأنبياء وطريقتهم من قبل، (وَكَان أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا): قضاءه قضاء مقضيًّا، (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ)، صفة مادحة للذين خلوا، (وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ) فلا يمنعهم شيء من الإبلاغ بوجه فيه تهييج، بأن يسلك هو عليه السلام طريقتهم، ولذلك قالت عائشة: لو كتم محمد عليه السلام شيئًا من