(جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ): عن الفرش، (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ): داعين إياه، (خَوْفًا) من عقابه، (وَطَمَعًا) في ثوابه، (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ): في مصارف الخير، والمراد التهجد وقيام الليل وفي الأحاديث الصحاح ما يدل عليه، وعن بعض هو صلاة العشاء والصبح فِي جماعة، وعن بعض هو صلاة الأوابين بين العشائين، وعن بعض: هو انتظار صلاة العتمة، (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ) ما موصولة مفعول تعلم بمعنى: تعرف، وفي الحديث القدسي (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ونعم ما قيل: أخفوا أعمالهم فأخفى الله ثوابهم، (مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ): مما تقر به عيونهم، (جَزَاءً) أي: أخفى للجزاء أو جوزوا جزاء، (بمَا كانُوا يَعْمَلُونَ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا): خارجًا عن طاعة ربه، (لا يَسْتَوُونَ) في المثوبة والمنزلة، جمعه للحمل على المعنى، نزلت في عليٍّ رضي الله عنه والوليد أخي عثمان من أمه بينهما تنازع فقال لعلي: إنك صبي وأنا والله أبسط لسانًا وأحد سنانًا وأشجع منك جنانًا، فقال له علي: اسكت فإنك فاسق، (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى) هي المأوى الحقيقي لا الدنيا، (نُزُلًا): هو ما يحضر للنازل قبل الضيافة، منصوب على الحال من