(مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ) فإنهم يعبدون أهواءهم فنحن وهم سواء في الغواية شهدوا على أنفسهم بالغواية والإغواء ثم تبرءوا من عبادتهم، قال تعالى: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) الآية [البقرة: 166]، (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) لتخلصكم عن العذاب (فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) لعجزهم (وَرَأَوُا العَذَابَ) لهم ولأربابهم (لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ) جواب لو محذوف، أي ما رأو العذاب أو لو للتمني فهو على الحكاية كأقسم ليضربن أو على تأويل رأوا متمنين هدايتهم (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) سأل أولاً عن إشراكهم ثم عن تكذيبهم رسلهم (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنبَاءُ يَوْمَئِذٍ) صارت الأنباء كالعمى عليهم لا تهتدي إليهم وفيه مبالغة ليس في عموا عن الأنباء وهذا كما يقول الكافر في قبره هاه هاه لا أدري قال مجاهد: معناه فخفيت عليهم الحجج (فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ) لا يسأل بعضهم عن بعض لفرط حيرة كل منهم (فَأَما مَن تابَ) من الشرك (وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) أي من جمع بين الإيمان والعمل الصالح فليطمع في الفلاح وليكن بين الخوف والرجاء وعسى من الكرام تحقيق (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) لا معقب ولا منازع لحكمه (مَا كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ) أي: التخير يعني ليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015