فإرسالك لئلا يكون لهم حجة علينا إن عذبناهم يعني هم مستحقون للعقاب لكن تأخيره وإرسالك لقطع الحجة (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ مِنْ عِندِنَا) أي: محمد عليه السلام (قَالُوا) عنادا (لَوْلا) هلا (أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى) من اليد والعصا وغيرهما (أَوَ لَمْ يَكْفُروا) أي: ألم يؤت موسى ما أُوتِيَ وألم يكفروا أي أبناء جنسهم، وهم كفرة زمان موسى (بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبلُ قَالُوا) في موسى وهارون (سِحْرَانِ تَظَاهَرَا) تعاونا واتفقا، وقراءة " سحران " في معنى ذوا سحر أو سموهما سحران للمبالغة (وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ) منهما (كَافِرُونَ) أو معناه يطلب قريش منك مثل معجزات موسى، أو لم يكفروا بمعجزاته وقالوا فيكما يا محمد وموسى ساحران كل يصدق الآخر، ويعاونه أو القرآن والتوراة سحران كل يصدق الآخر، وقالوا: نحن بكل منهما كافرون (قُلْ) يا محمد (فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا) من التوراة والقرآن (أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أنا ساحران وهذا إلزامهم وتبكيتهم (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) دعائك إلى الإتيان بكتاب أهدى (فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ) لأنَّهُم ما رجعوا بعد ما ألزمتهم بالحجة عن العناد (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ) استفهام إنكار (بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ) حال للتوكيد وقيل للتقييد فإن هوى النفس قد يكون من الله (إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ) المتبعين للهوى.
* * *
(وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ