نبي (إِنِّي آنسْتُ نَارًا لعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخبَرٍ) من الطريق فإنه أخطأ الطريق (أَوْ جَذْوَةٍ) عودٍ غليظٍ (مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكمْ تَصْطَلونَ) تستدفئون بها من البرد (فَلَما أَتَاهَا نوديَ مِن شَاطِئ) جانب (الوَادِى الأَيْمَنِ) عن يمين موسى (فِي البقْعَةِ الُمبَارَكَةِ) متصل بالشاطئ، أو صلة لـ نودي (مِنَ الشجَرَة) بدل اشتمال من شاطئ فإنها نابتة على الشاطئ (أَنْ يَا مُوسَى) أن مفسرة (إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) أي: الذي يكلمك رب العالمين (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) عطف على أن يا موسى (فَلَمَّا رَآهَا) أي: فألقاها وصارت ثعبانًا تَهْتَزُّ فلما رآها (تَهْتَزُّ) تتحرك بسرعة (كَأَنَّهَا جَانٌّ)، حية صغيرة من سرعة حركتها (وَلَّى مُدْبِرًا) منهزمًا من الخوف (وَلَمْ يَعْقبْ) لم يرجع (يَا مُوسَى) أي: نودي يا موسى (أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ) فرجع ووقف في مكانه الأول (اسْلُكْ) أدخل (يَدَكَ في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ) كأنها قطعة قمر (مِنْ غَيْرِ سوءٍ) كبرص (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) أمر أن يضم إليه يده إذا خاف من شيء، وعن ابن عباس وغيره إذا خاف أحد ووضع يده على فؤاده يَخِفّ ويزول خوفه فمن الرهب أي: من أجله أو معناه تجلد ولا ترتعد من الخوف، والطائر ينشر جناحيه حين خوفه ويضم حين اطمئنانه (فَذَانِكَ) العصا واليد (برْهَانَانِ مِن ربِّكَ) معجزتان (إِلَى فِرْعَوْنَ)