بالعون (الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدوِّهِ) لما كان فيه معنى طلب العون عدي بعلى (فوَكزَهُ) هو الضرب بجمع الكف أو الدفع بأطراف الأصابع (موسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) فقتله (قَالَ هَذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) لأنه لم يؤمر بقتل الكفار (إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) بقتله (فَاغْفِرْ لِي) ذنبي (فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ) بحق إنعامك (عَلَيَّ) اعصمني (فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا) معينًا (للْمُجْرِمِينَ) لمن أدت مظاهرته إلى جرم أو معناه أقسم بإنعامك علي وجوابه محذوف، أي: لأتوبن، وعن ابن عباس لم يستثن، فابتلي به مرة أخرى، أي: لم يقل فلن أكون إن شاء الله (فأَصْبَحَ) موسى (فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) ينتظر سوءً (فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ) ذاك الإسرائيلي (يَسْتَصْرِخُهُ) يستغيثه (قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) فإنك تسببت لقتل، ثم تدعوني إلى آخر (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ) موسى (أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا) بالقبطي (قَالَ) الإسرائيلي: (يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ) لما سمي الإسرائيلي غَوِيًّا ظن أن البطش عليه (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) بين الناس فلما سمع القبطي هذا الكلام منه راح إلى باب فرعون، وأخبره فأمر بقتل موسى وأخذ جنوده الطرق لأخذه (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ) من آخرها (يَسْعَى) يسرع صفة لرجل (قَالَ يَا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ) فرعون وأشراف (يَأْتَمِرُونَ) يتشاورون (بِكَ) بسببك