مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) بأسباب سماوية وأرضية، (أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ) يفعل ذلك، (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) على أن مع الله إلهًا آخر، (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، في دعواكم، (قُل لَا يَعلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلا اللهُ)، لما بين اختصاصه بكمال القدرة أتبعه ما هو كاللازم له، وهو التفرد بعلم الغيب، وقد ذكر أنها نزلت حين سأل المشركون متى البعث والإعادة، والاستثناء منقطع، ورفعه على لغة بني تميم، واختيار تلك اللغة لنكتة، وهي المبالغة في نفي علم الغيب عن غيره كما قالوا في: وبلدة ليس بها أنيس ... إلا اليعافير وإلا العيس والمراد بمن فيهما الموجودون، فإن العوام يحسبون أن كل موجود فيهما ألبتَّة، فعلى هذا الاستثناء متصل، (وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ): متى ينشرون، (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ): انتهى واضمحل، في شأن الآخرة لا يقرون بوجوده سيما بوقته، وقراءة " ادَّارَكَ " بمعناه، أي: تتابع حتى انقطع قيل: بمعنى تلاحق، وتساوى أي: هم في الجهل في أمر الآخرة سواء، أو بمعنى أدرك انتهى وتكامل وادَّارَكَ: تتابع،