الماء، وألقي فيه حيوانات البحر، ووضع سريره في صدره، (فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً) ماءًا راكدًا، (وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا) وإنما فعل ذلك ليريها عظمته ومعجزته، أو لأنه أراد أن يتزوجها، وقد قيل له: إن قدميها كحافر حمار، فأراد أن يبصرها فرأى أحسن الناس ساقًا (?)، (قَالَ) لها: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ)، مملس، (مِنْ قَوَارِيرَ): زجاج فلا تخافي ولا تكشفي عن ساقيك، (قَالَتْ) لما رأت معجزاته ودعاها إلى الإسلام: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) بالشرك، (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ) فيما أمر به عباده.
* * *
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ