أو المراد من في طلب النار وهو موسى، أو المراد الملائكة، فإن فيها ملائكة لهم زجل بالتسبيح والتقديس (وَمَنْ حَوْلَهَا) الملائكة، أو موسى (وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) من تمام ما نودي به، لئلا يتوهم أنه مكاني يشبه شيئًا من مخلوقاته (يَا مُوسَى إِنه) الضمير للشأن (أَنا اللهُ) أو راجع إلى المتكلم، و " أنا " خبره، والله بيان له، أو خبر بعد خبر (العَزِيزُ): الغالب (الحَكيمُ) فيما يفعله (وَأَلْقِ عصاكَ) عطف على بورك، أي: قيل له بورك من في النار، وقيل له: ألق عصاك (فَلَمَّا رَآهَا) أي: فلما ألقى رآها (تَهْتَزُّ): تتحرك (كَأَنَّهَا جَانٌّ): حية خفيفة سريعة، (وَلَّى مُدْبِرًا) أي: هرب موسى، (وَلَمْ يُعَقِّبْ): لم يرجع، (يَا مُوسَى) أي: نودي يا موسى، (لاَ تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الُمرْسَلُونَ) حين يوحى إليهم من فرط الاستغراق، قيل معناه: من أمنته، من عذابي لا يخاف من حية، (إِلَّا مَن ظَلَمَ)، لكن من ظلم من العباد نفسه، (ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ): تاب وعمل صالحًا، (فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) أغفر له ظلمه أي: لستم أيها المرسلون من الظالمين التائبين، فلا خوف عليكم بوجه، أو لكن من ظلم قبل النبوة، ثم تاب فإني أغفر له، ومن غفر له لا يخاف، أو الاستثناء متصل أي: لا يخافون إلا الذين ظلموا بارتكاب الصغائر حينئذ تم الكلام، ويكون (ثُمَّ بَدَّلَ) عطفًا على محذوف تقديره: فمن ظلم ثم