بعد إن لا يعمل فيما قبله، (خَلْقًا جَدِيدًا): مصدر أو حال، (أَوَلَمْ يَرَوْا): ألم يعلموا، (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) فإن خلقهم ليس بأشد من خلق السماوات والأرض، (وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً)، أي: القيامة عطف على أولم يروا، (لَا رَيْبَ فِيهِ) أو معناه أولم يعلموا أن من قدر على خلق هذه الأجسام قادر على أن يخلقهم مثل ما كانوا أي: يعيدهم ويجعل لإعادتهم أجلاً [مضروبًا] ومدةً مقدرةً لابد من انقضائها، (فَأَبَى الظَّالِمُونَ): بعد قيام الحجة، (إِلَّا كُفُورًا) جحودًا بذلك الأجل أو بذلك الخلق، (قُل لوْ أَنتُم تَمْلِكُون)، أنتم مرفوع بفعل يفسره ما بعده، (خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي) خزائن رزقه ونعمه، (إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ) لبخلتم، (خَشْيَةَ الإِنفَاقِ) أي: مخافة النفاد يقال: أنفق التاجرُ ذهبَ مالهُ، (وَكَانَ الإِنسَانُ قَتورًا): بخيلاً.
* * *
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)