ولولا التزام الاختصار لذكرنا نبذًا منها مع تحقيق المسألة ردًا وإثباتًا، (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا) متنعميها بالفسق والمراد بالأمر الأمر القدري يعني سخرهم الله إلى فعل الفواحش فاستحقوا العقوبة فإن الله لا يأمر بالفحشاء، قيل معناه كثرنا يقال: أمرت الشيء إذا كثرته وقراءة من قرأ آمرنا يؤيده ومن قرأ أمَّرنا فمعناه جعلناهم أمراء، وقيل: أمرناهم بالطاعة على لسان رسول وفيه بعد؛ لأنه يبقى حينئذٍ تخصيص المترفين غير بين الوجه وكذلك التقييد بزمان إرادة الإهلاك فتدبر، (فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ) أي: كلمة العذاب، (فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا): استأصلناها، (وَكَمْ) أي: كثيرًا مفعول، (أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ) تمييز لِكَم، (مِن بَعْدِ نُوحٍ) كـ عاد وثمود فإن بين آدم ونوح عشر قرون كلهم على الإسلام، (وَكَفَى بِرَبِّكَ) الباء مزيدة على الفاعل، (بِذُنُوبِ عِبَادِهِ) متعلق بقوله: (خَبِيرًا بَصِيرًا) وهما منصوبان على التمييز أو الحال فإن الذنوب هي أسباب الهلكة وهو تعالى عالم بها فمعاقب عليها، (مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ) أي: همته مقصورة على الدنيا، (عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) بدل البعض من له فإن ضميره لمن وهو في معنى الكثرة، (ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا) يدخلها، (مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) مطرودًا قيل: الآية في المنافقين يغزون مع المسلمين وليس غرضهم إلا الغنائم، (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا) حقها من السعي وهو الإتيان بالأوامر والانتهاء عن النواهي، (وَهُوَ مُؤْمِنٌ فأُوْلَئِكَ): الجامعون للشرائط الثلاثة، (كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا): مقبولاً عنده