تَذَكَّرُونَ): تتعظون ولله در من قال: لو لم يكن في القرآن غير هذه الآية لصدق عليه أنه تبيان لكل شيء وهدى ورحمة ولعل إيرادها عقيب قوله: " ونزلنا عليك الكتاب " للتنبيه عديه، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) البيعة التي بايعتم على الإسلام أو كل عهد وميتاق، (وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) أي: أيمان البيعة بعد توكيدها بذكر الله أو الأيمان مطلقًا (وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا): شاهدًا بتدك البيعة والواو للحال، (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) تهديدًا لمن نقض الأيمان، (وَلَا تَكُونُوا): في نقض الأيمان، (كَالَّتِي نَقَضَتْ): أفسدت، (غَزْلَهَا) مصدر بمعنى المفعول، أي: ما غزلته، (مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) أي: نقضت بعد إحكامه وفتله، (أَنْكَاثًا) جمع نكث وهو ما ينكث فتله ثاني مفعولي نقضت بتضمين معنى الجعل أو
بأنه بمعنى صيرت، أو مفعول مطلق لـ نقضت وهو مثل لمن نقض عهده بعد توكيده وقد نقل أن في مكة كانت امرأة حمقاء تفعل ذلك، (تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ) حال من اسم كان، (دَخَلاً بَيْنَكُمْ) أي: مفسدة ودغلاً، وهو ثاني مفعولي تتخذون، (أَن تَكُونَ) أي: بسبب أن تكون، (أُمَّةٌ): جماعة، (هِيَ أَرْبَى) أكثر عددًا وعُددًا، (مِنْ أُمَّةٍ) من جماعة أخرى كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر وأعز منهم فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون، الأكثرين، (إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) يختبركم الله بكونهم أربى لينظر أنكم متمسكون بحبل الوفاء أم تغترون بكثرة قريش وثروتهم وقلة المؤمنين