أبا نعيم (عبد الملك بن محمد بن عدي الجُرجاني) يقول: سمعت الربيع بن
سليمان يقول: كنت ذات يوم عند الشَّافِعِي رحمه اللَّه وجاءه كتاب من الصعيد - وهو اسم موضع بمصر - يسألونه عن قول اللَّه جل ذكره:
(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) الآية.
فكتب فيه: لما حجب اللَّه قوماً بالسخط، دلَّ على أن
قوماً يرونه بالرضا.
قال الربيع: قلت له: أو تدين بهذا يا سيدي؟
فقال: واللَّه لو لم يوقن محمد ابن إدريس أنه يرى ربه في الميعاد لما عبده في الدنيا.
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: حدثنا الزبير بن عبد الواحد
الأسدأباذي قال: حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عقيل الفريابي قال: حدثنا المزني قالْ سمعت ابن هرم القرشي يقول:
سمعت الشَّافِعِي يقول في قول اللَّه - عز وجل -: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) الآية.
قال: هذا دليل على أن أولياءه يرونه يوم القيامة - ثم ذكر
الرواية التي: ذكرت في أحكام القرآن، وزاد في نهايتها " -:
قال: فقال أبو النجم القزويني: يا أبا إبراهيم، به تقول؟
قال: نعم، وبه أدين اللَّه - عز وجل -. قال: فقام
إليه عصام وقبَّل رأسه وقال: يا سيد الشَّافِعِيين اليوم بيَّضتَ وجوهنا.
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا علي بن عمر الدارقطني
الحافظ، قال: ذكر إسحاق الطحان المصري، قال: حدثنا سعيد بن أسد قال:
قلت للشافعي: ما تقول في حديث الرؤية؛ فقال لي: يا ابن أسد، اقض عليَّ، حييت أو متُّ: إن كل حديث يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني أقول به، وإن لم يبلغني.