وقد بدأ سبحانه وتعالى هذه السورة بقوله سبحانه: {طسم} [الشعراء:1]، فقراءها شعبة عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف بالإمالة للطاء، {طِسم} [الشعراء:1]، والطاء لا تمد إلا مداً طبيعياً، وتمد السين مداً طويلاً بمقدار ست حركات، وكذلك الميم.
وتدغم السين في الميم عند الجمهور، وحمزة ينطقها بنونها ولا يدغمها.
وأما أبو جعفر فكعادته في كل هذه الفواتح التي في أوائل السور فإنها يقرأها حروفاً مفرقة ولا يوصلها ببعضها؛ من أجل أن يبين أنها ليست كلمة، بل هي حروف مقطعة.
قوله تعالى: ((تِلْكَ)) إشارة للبعيد، والمقصود منها التعظيم للآيات العظيمة، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الشعراء:2] يعني: هذه الآيات العظيمة التي نتلوها عليكم هي آيات الكتاب المعهود الذي نزل من عند رب العالمين، وهي القرآن المبين المفصح عما فيه، البين الواضح الذي فيه الحجج، وفيه النور، وكلامه بيِّن ليس غامضاً، ولا يوجد فيه إشكال، بل تفهمون ما يقوله لكم.