ذكر الله تعالى صنفاً من عباده يتميزون عن غيرهم من اللاهثين وراء الدنيا والغافلين عنها بأنهم يسبحون الله تعالى ليل نهار في الغدو والآصال، فلا يلهيهم تصرفهم في قضاء حوائجهم ومعاشهم من تجارة وبيع عن ذكر ربهم، أو عن إقامة صلاتهم، أو أداء حق الله الواجب في أموالهم؛ لأنهم يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، فالمولى الكريم سيجزيهم أحسن ما عملوا، ويبدلهم بعد خوفهم أمناً.
وأما الكافرون فلا ينفعهم ما عملوه في الدنيا، بل يكون حالهم كالعطشان في الصحراء يرى السراب فيظنه ماءً، فإذا جاءه لم يجده شيئاً.