وفي قوله تعالى: ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ)) ثلاث قراءات: هذه قراءة الجمهور بسكون الدال، وقراءة ابن كثير: بكسرها.
وقراءة حمزة وخلف وأبي عمرو وهشام: بإدغام الذال في التاء.
والتلقي بالألسنة لنقل ذلك فأنتم تتكلمون بما ليس لكم به علم، ((وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا)) يعني: أن تتكلم عن عرض مسلم فضلاً عن أن تتكلم عن عرض أم المؤمنين رضي الله وتعالى عنها، فذلك ليس هيناً بل هو عند الله عظيم، وكم من الذنوب يقع فيها الناس وينظرون إليها أنها دقيقة وأنها هينة ولا قيمة لها وهي عند الله عز وجل عظيمة، ولذلك جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لما مر بالقبرين يعذبان فقال صلى الله عليه وسلم: إنهما لا يعذبان وما يعذبان في كبير؛ بلى إنه لكبير -يعني: ما يعذبان في كبير في نظرهما، وفي نظر الناس أنه شيء بسيط ولكنه عند الله عظيم فضيع- أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة)، فكم من الذنوب التي يقع فيها الإنسان يحسبها هينة وهي عند الله عظيمة! نسأل الله العفو والعافي في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.