ومن ذلك ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضلهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك) والمعنى: أن القتال بين المسلمين وبين الكفار يكون دائماً، ولا توجد هدنة دائمة، بل لا بد من القتال بين المسلمين والكفار في كل زمان في بلد من بلاد المسلمين حتى تقوم الساعة، وينصر الله عز وجل المؤمنين المتمسكين بدينه، فلا تزال هذه العصابة ظاهرة يقاتلون إلى ذلك الحين.
وقد يقال: إن المسلمين مغلوبون في كل مكان في الأرض، فكيف نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة منصورة).
و صلى الله عليه وسلم إن النصر على الكفار حاصل ولو في مكان من الأماكن، وتوجد انتصارات للمسلمين في بعض البلدان، وإن كانوا مهزومين في أماكن كثيرة جداً، فتجدهم في بلاد الأفغان مثلاً ينتصرون على الروس، وإن كانت قد تحدث كبوة بعد ذلك وينتصر عليهم الكفار، ولكن لا يزال يوجد من يقاوم الكفار في هذه الأماكن إما بالسيف والسنان أو بالحجة واللسان، وهذا نصر من الله، عندما تجد من يخرج على المسلمين فيشتم دين الله تبارك وتعالى، ويتكلم عن دين الله، ويريد من يناظره، فيخرج الله عز وجل له من المسلمين من يدحض حجته، ويخزيه الله عز وجل على يده.
وقد رأينا مثل ذلك في مناظرات الشيخ أحمد ديدات رحمة الله عليه، وقبله الشيخ رحمة الله الهندي وغيرهما من علماء المسلمين الذين ناظروا الكفار، فأدحض الله عز وجل حجتهم، وطمس فريتهم، ونصر دينه سبحانه وتعالى، ودخل الكثيرون في دين الإسلام.
وقد قيل: رب ضارة نافعة، فتجد الكفار يسيئون للإسلام ثم تجد كثيراً منهم يدخلون في دين الله تبارك وتعالى ويؤمنون بالله ويجعل الله عز وجل منهم من يدعو إلى دينه.