قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:9] تلك التعاسة التي كتبها الله عز وجل عليهم بأنهم كرهوا ما أنزل الله، والذي يكره ما نزل من عند الله عز وجل ضيع نفسه وهو في ضلال مبين، أضل الله عز وجل أعمالهم في الدنيا فشقوا ففعلوا السيئات والمنكرات، وفي الآخرة أضلهم عن طريق الجنة إلى طريق النار والعياذ بالله؛ لأن هؤلاء: {كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ} [محمد:9]، من الكتب، والشرائع، وما نزل من عند الله سبحانه {فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:9] أي: أبطل أعمالهم حتى لا يعملوا، بزعم الإنسانية، والرحمة، والمساواة بين الخلق، ويفعلون الشيء الذي ظاهره حلو ولكن باطنه لا يعرفون الله سبحانه، ولا يتقربون به إلى الله سبحانه وتعالى، فأحبط الله أعمالهم، فالعمل الصالح لا يقبل إلا من المؤمن.