تفسير قوله تعالى: (وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا)

قال تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [الجاثية:34]، فالناسي معذور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه)، لكن هؤلاء تعاملوا مع كتاب الله معاملة الناسي، فهم قد عرفوا النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفوا الحق، لكن تغافلوا وتعاملوا معاملة كأنهم لا يعرفون، وجحدوا يوم الدين، وجحدوا يوم القيامة، فمشاكلة لما صنعتم تعاملون هذه المعاملة، أي: معاملة المنسيين، ولا ينسى ربك أحداً، ولكن يرميهم في نار جهنم مهملين كالمنسيين، فالله عز وجل لا يرد عليهم، ولا يكلمهم، وإنما يرميهم في نار جهنم ويعاملهم معاملة المنسي، والجزاء من جنس العمل، ففي الدنيا تناسيتم والآن نترككم منسيين في نار جهنم.

((وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ)) أي: منزلكم، ومثواكم، والمكان الذي تأوون إليه النار.

((وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ))، أي: لا أحد يدفع عنكم عذاب الله، ولا أحد ينصركم في هذا اليوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015