قال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [البقرة:252] أي: هذا القرآن العظيم يشتمل على آيات.
قوله: ((نَتْلُوهَا عَلَيْكَ)) أي: نقصها عليك ويقرؤها عليك جبريل تلاوة ليعلمك، ((بالحق)) أي: هذه الآيات متلبسة بالحق.
إذاً: نزل هذا الكتاب من السماء متلبساً بالحق، ويتلوه عليك جبريل بالحق، ويشتمل هذا القرآن على الحق.
قوله: ((فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)) أي: إذا لم يصدقوا كلام رب العالمين فماذا سيصدقون قوله: ((فبأي حديث)) وهذه قراءة الجمهور بالهمزة.
وقرأ الأصبهاني عن ورش وقرأ حمزة وقفاً: ((فبيي)).
وقوله: ((يؤمنون)) قراءة الجمهور بالياء، وقرأها ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ورويس عن يعقوب: (تؤمنون) بالتاء على الخطاب.
فالله عز وجل يقول لهؤلاء الكفار: إذا لم تؤمنوا ولم تتفكروا ولم تعقلوا ولم تستيقنوا بهذه الآيات التي جاءت من عند الله بالحق، فبأي شيء ستؤمنون؟! فهذا خطاب لهؤلاء الذين يعقلون والذين يتفكرون: انظروا هل هذه الآيات التي جاءت من عند الله عز وجل تدلكم على الله سبحانه أو هذه الأصنام التي تعبدونها؟! وأنتم تعرفون أن هذه الأصنام التي تدعونها من دون الله، لا تنفع ولا تضر، فكيف تعبدونها من دون الله؟! أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.