تفسير قوله تعالى: (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم)

قال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [الزخرف:66] أي: إذا جاءت الساعة فإنها لا تأتي إلا بغتة وفجأة ليس لها وقت يعلمه الإنسان، فالساعة ستقوم والناس يكونون في آمالهم وفي أحلامهم، في بيوعهم وشرائهم، الرجل يمد الثوب للآخر وهذا يقيس بالمتر، وهذا يدفع المال، ويأتي عليهم النفخ في الصور فإذا بهم يسقطون موتى، هذا يموت وذاك يموت قبل أن يطوي البائع أو المشتري الثوب، والرجل يلوط حوض إبله لأجل أن يسقي الإبل منه، فتأتيه الساعة قبل أن يصلح الحوض ويخر ميتاً.

والإنسان يستمع صوتاً يأتي من بعيد يصيخ ليتاً ويرفع ليتاً، يميل بجانب ويرفع جانب لكي يسمع ما الذي سيأتي، وهو لا يدري أنها النفخة في البوق، فإذا بهذا الإنسان يخر ميتاً.

تأتي الساعة فجأة على الجميع فلا يتمكن أحدهم أن يذكر الشهادة أو أن يتوب إلى الله عز وجل، وحين تأتي الساعة يموت الخلق.

قال: ((هَلْ يَنظُرُونَ)) أي: هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون إلا وقد فجأتهم، فمات الجميع وبعثوا للعذاب والحساب يوم القيامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015