تفسير قوله تعالى: (فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون)

قال الله سبحانه تبارك وتعالى، {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} [الزخرف:47]، والقصة مطولة، كما في سورة الأعراف، وفي سورة طه، وفي سورة القصص، واختصرها في مواضع من القرآن.

ولما جاءهم موسى بآيات الله، سأل فرعون موسى عليه الصلاة والسلام: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:23] {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء:26 - 27]، {قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ} [الشعراء:24].

فموسى يجيب فرعون بالعقل، بأنه إنسان مخلوق لا يقدر على شيء، وربنا هو الذي خلقه وأوجده، فسيتهزئ فرعون بموسى أمام الناس، ويظهر لهم أنه كذاب في دعواه أن الله رب العالمين، فينتقل من المناقشة بالعقل إلى أسلوب القهر والقوة والسلطان، فقال: {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء:29].

وكل الفراعنة على هذا الشيء، ومن اقتدى بهم، أو تشبه بهم، فإنهم يستخدمون أسلوب القهر، وهذه عادة في هؤلاء الفراعنة من الماضي، أما المناقشة بالعقل فلا يوجد عندهم عقل أصلاً، ولا يعرفون دين الله سبحانه، ولا يأبهون لذلك، ولا يتركون ما هم فيه من الكفر، ويضحكون على الآيات التي أبكتهم، والتي جعلتهم يسألون موسى أن يدعو الله أن يكشفها عنهم.

والإنسان الظالم أو المتكبر المتجبر عندما تأتي إليه آية ولا يعرف ردها فإنه يضحك منها ويستهزئ بها.

وحين أراهم موسى آية اليد فأدخلها جيبه ثم أخرجها فإذا هي بيضاء كالشمس، إذا بفرعون يسخر من موسى ويضحك ويقول: هذا ساحر.

ولما ألقى أمامه العصا فتحولت إلى ثعبان فزع فرعون ثم تمالك نفسه وضحك وسخر من موسى وأحضر له السحرة من أقصى الأرض ومن أدناها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015