قال الله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء:31]، فالكبائر: كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى وتوعد عليه بعقوبة من عنده سبحانه وتعالى أو بعذاب أو بغضب أو بلعنة أو بحد يكون في الدنيا، وما ألحق بذلك مما لا حد فيه ولكنه مثل هذه الكبائر.
فالعلماء يقولون: الذنوب تنقسم إلى: كبائر وصغائر، والإنسان حين يتعامل مع ربه سبحانه يعلم أن ربه هو العظيم الكبير فلا يخطئ في حق الله سبحانه، فإذا وقع في معصية يبادر بالتوبة إلى الله، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، والمؤمنون الذين وعدهم الله بالنجاة لا يقعون في الكبيرة؛ لأنهم يريدون النجاة يوم القيامة، بل إن المؤمن يخاف من الصغائر، ولا يستهين بها؛ لأن الاستهانة بالذنب تجعله كبيرة من الكبائر، فلو أنه واظب وداوم على صغيرة من الصغائر مستهيناً بهذه الصغيرة فإنه يستهين بحق الله سبحانه وتعالى.
ولذلك الذنب إذا تهاون به صاحبه واستهان به فهو من الكبائر أو ملحق بالكبائر؛ لأنه يشعر أنه لا دين عنده، فهو يعصي الله، ويتلذذ بمعصية الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال العلماء: إذا استهان العبد بالمعصية فوقع فيها، وفعله يدل على الاستهانة بحق الله، فإن هذه الاستهانة تُصَير المعصية كبيرة من الكبائر.