قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ))، أي: لا تتبع أهواء هؤلاء؛ لأن هؤلاء يدعونك إلى الشر وإلى الهوى، ويدعونك إلى البعد عن شريعة الله سبحانه وتعالى، وقد كانوا يحاولون ذلك حثيثاً مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد ذهب إليه شيبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة، وقد كان الوليد أغنى المشركين، وكان أعز المشركين فيهم، وقد لقبه ربه سبحانه بأنه وحيدٌ في ماله، أي: أغنى الناس في المال، وأعز الناس في الولد وفي النسب وفي الرجال، قال تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ} [المدثر:11 - 15]، هذا الرجل ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعطيك نصف مالي ودع هذا الدين.
وشيبة بن ربيعة يقول له: إن ابنتي أجمل البنات، أزوجك ابنتي ودع هذا الدين، ويعرضون على النبي صلى الله عليه وسلم الزواج بعشر نساء من أجمل النساء على أن يترك الدين فيقول له ربه: ((وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ))، وحاشا له صلوات الله وسلامه عليه أن يتبع أهواء هؤلاء، ولكن الله يقول له ذلك ليعتبر المؤمنون بما قاله الله سبحانه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يستقيم على الدين، فالمؤمنون أولى بهذا، فهو قد استقام وقد أدبه ربه، وعلمه ربه سبحانه، ومع ذلك يقول الله له: ((وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)) فالمؤمنون يأخذون بذلك ويستقيمون على دين الله، وعلى طريقه، ويقيمون أمر الله سبحانه وتعالى، ولا يتبعون الهوى.