المؤمن حسن الظن بالله سبحانه تبارك وتعالى، يعرف ربه على ما ذكر لنفسه عز وجل من صفات عالية عظيمة حيث قال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]، وهو إذ يحسن الظن بالله سبحانه يحسن العمل؛ لأنه يرجو من هذا العمل جنة الله سبحانه كريم، وهو يعلم أن الله ودود غفور، شكور، مجيد، رحمن رحيم، فيرجو رحمته وجنته سبحانه تبارك وتعالى، وإذا وقع المؤمن في المعاصي لم ييئس من رحمة الله؛ لأنه يعلم أن الله غفور كريم رحمن رحيم فيحسن الظن في الله، ويرجو من الله أن يغفر له، فيتوب إلى ربه، ولذلك جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)، فالإنسان حين يحسن الظن بالله؛ يعطيه الله ما يؤمله وينجيه مما يخافه، ولذلك جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل وهو يجود بنفسه فقال له: (كيف تجدك؟ فقال: والله يا رسول الله! أني أرجو الله وأخاف ذنوبي)، فقوله: أجدني أرجو الله، حسن ظن في الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمعا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا وأمنه الله مما خاف، وأعطاه ما يرجو)، ولذلك فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله سبحانه).