حين يرى المشركون الجنة قد أزلفت، والنار قد برزت، يتمنى المفرطون أن ينجوا من المصيبة التي نزلت بهم، ولو ببذل دنياهم التي طالما تقاتلوا عليها، وكفروا وعصوا من أجلها؛ لأنه ظهر لهم من الأمر ما لم يكن في الحسبان، ففي تلك المواطن تسكب العبرات حقاً، وتتقطع الأفئدة حزناً وندماً، فأين من يستعد لهذا اليوم؟! فعلى العبد أن يلتزم العبادة في السراء والضراء، وعند النعمة والبلاء، ويعلم أن الملك ملك الله يبسط الرزق لمن يشاء ويضيق على من يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك سبحانه.