قوله: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ} أي: المؤمنون ابتعدوا عن هؤلاء ولم يعبدوا إلا الله سبحانه؛ لأنهم لم يغرهم الشيطان فلم يتبعوه، ولم يعبدوا وثناً من دون الله، ولم يتابعوا الكفار في الأرض وإنما اتبعوا دين الله سبحانه، ولم يشرعوا للخلق خلاف ما أنزل الله سبحانه وتعالى، وأيضاً كل من شرع عبادة أو حكماً بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى فهو طاغوت.
قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ} [الزمر:17] رجعوا إلى ربهم سبحانه، {لَهُمُ الْبُشْرَى} [الزمر:17] أي: يبشرهم الله سبحانه وتعالى وهم في الدنيا بأن لهم عند الله المنزلة العظيمة والمنزلة الحسنة، وأن لهم الحسنى وزيادة، لهم جنة الله سبحانه التي أخبر عنها في كتابه، والتي بشر بها المؤمنين فقال: {فَبَشِّرْ عِبَادِ}.
قوله: {فَبَشِّرْ عِبَادِ} يقف عليها يعقوب: ((فبشر عبادي)) بالياء، وكذلك إذا وصلها يقول: ((فبشر عبادي))، وكذلك السوسي عن أبي عمرو له أربعة وجوه في هذه الكلمة، فهو إما أنه يقف عليها بالياء ((فبشر عبادي)) فإذا وصل فيصلها بالكسرة فقط فيقول: (فبشر عبادِ)، وإما أنه في الحالين كـ يعقوب هذا وجه آخر له، وإما أنه في الحالين على عدم الياء فيقول: {فَبَشِّرْ عِبَادِ} في حال الوقف والوصل، ولكن على قراءة السوسي تكون الياء مفتوحة فيها (فَبَشِّرْ عِبَادِيَ).