قال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ} [الصافات:180]، نزه الله سبحانه نفسه عما قاله المشركون من أن الله اتخذ صاحبة، ومن أن الله اتخذ الولد، ومن أن الملائكة بنات الله، ومن أن الله تزوج من الجن، فنزه سبحانه تبارك وتعالى نفسه فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ} [الصافات:180].
ووصف نفسه سبحانه بأنه الرب سبحانه، وأنه رب العزة سبحانه، فهو العزيز الغالب الذي لا يقهر، والعزة لله سبحانه، فهو العزيز، ويجعل العزة للمؤمنين، فيعزهم ويجعلهم يعتزون على أعداء الله سبحانه وتعالى، فالله صاحب العزة، فهو رب العزة، والعزة لله، والعزة للمؤمنين، وعزة الله صفة من صفاته سبحانه وتعالى، وعزة المؤمنين فعل من الله عز وجل بالمؤمنين فيخلق للمؤمنين ما يتعززون به، وجعل في أنفسهم العزة والأنفة من أن يشركوا بالله سبحانه وتعالى، فهو العزيز ولله العزة سبحانه، وهذه العزة تليق به سبحانه، وللنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين العزة التي تليق بهم كمخلوقين.
ثم قال تعالى: {وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} [الصافات:181].
يسلم الله عز وجل على المرسلين، والسلام: الأمن والطمأنينة والحياة العظيمة الجميلة السالمة عند الله سبحانه، والذكر الحسن لهؤلاء والثناء الحسن عليهم.
فيعلمنا الله عز وجل أن نسلم على رسل الله، فإذا ذكروا قلنا: النبي عليه الصلاة السلام، أو النبي عليه السلام، أو صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
فهذه السورة ختمها الله عز وجل بآية العز فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات:180 - 182].
فيستحب أن الإنسان إذا ختم الشيء أن يذكر الله سبحانه مسبحاً إياه سبحانه مسلماً على الأنبياء والمرسلين، حامداً رب العالمين سبحانه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.